صفحة من قرآن بخط النمط الجديد

على الرغم من بعض الأضرار التي أصابتها، لا تزال هذه الصفحة محتفظة بجمالها الأيقوني. كانت تنتمي إلى مخطوطة قرآنية تناثرت صفحاتها على نطاق واسع، وهي مؤلفة من 30 مجلداً بإجمالي عدد صفحات يبلغ حوالي 2250 ورقة. يُعتبر الخط المستخدم مثالاً رائعاً على أسلوب الكتابة الحديث، وهو خط يدوي زاويّ تم اعتماده بشكل أساسي في العالم الإسلامي الشرقي. لقد بالغ الخطاط في استخدام بعض السمات المميزة لهذا الخط، مثل الارتفاع الرأسي والحدود الدقيقة، بحيث يصبح سطران من النص إنتاجاً هائلاً. ومع ذلك، فإن جمال الخط لم يضعف من وضوحه. تم وضع النص على نمط دقيق من المحلاق الملتف باستخدام الحبر البني الداكن؛ وتم استخدام مجموعة متنوعة من الأصباغ من اللون العنابي إلى اللون الفيروزي في زخرفة الخلفية في كل أجزاء المخطوطة، الأمر الذي أضفى تأثيراً بصرياً مشرقاً. في الأصل، كان نصفا الرصيعتين الواقعتين على الحافة يتممان عنصر الإضاءة، ثم تم قصهما ولصقهما لاحقاً في الزاوية اليسرى العلوية من الصفحة. تشير المقارنات مع كلّ من الفخار المنقوش -الذي يعود للفترة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الخامس الهجري / القرن التاسع إلى القرن العاشر الميلادي - والذي تم التنقيب عنه في نيسابور وسمرقند القديمة، والزخرفة الجصية من خراسان وأفغانستان وتحليل علم المخطوطات، إلى الأصل الشرقي لهذه المخطوطة. لا بد أن المخطوطة بخطها اللافت وزخارفها الملونة كانت تحفة حقيقية في عصرها، ومن المحتمل أنها أُعدَّت لراعٍ أمير.