يوم الحج

كثيراً ما استحضر عبد الحليم رضوي مدينته مكة المكرمة في أعماله، معبراً عن الثقل الذي تمثّله الكعبة المشرفة باعتبارها رمزاً دينياً عالمياً ومنبعاً للطاقة الروحانية الكونية.
في لوحة "يوم الحج"، تُحاط الكعبة بدائرة مركزية تدور حولها عناصر التكوين المختلفة. يعالج رضوي المنظورَ بمهارة، حيث تتقارب وتتقاطع العناصر القريبة والبعيدة حول الكعبة. تغيب ملامح الوجوه في هذه اللوحة، وقد جرد الفنان مدينة مكة من كل التفاصيل باستثناء العناصر الرئيسية - الكعبة والجبال المتداخلة والحجاج القادمين للحج.

خلافاً للوحاته الأخرى زاهية الألوان، يختار رضوي في هذا العمل لوحة أحادية اللون للتأكيد على وحدة العناصر تحت هذه الطاقة الروحانية الكونية. في سلسلة لوحاته التي تصور مكة المكرمة، يؤكد الفنان على أهمية مكة كمكان للسلام، حيث لا فرق بين الناس الذين يتواجدون جميعًا هناك لنفس السبب بغض النظر عن ثقافاتهم أو وضعهم الاجتماعي.

كثيراً ما يستخدم رضوي كلمات وأشكال حروف عربية في أعماله الفنية، مستحضراً أحياناً تعبيرات دينية مثل اسم الجلالة "الله"، و"بسم الله"، و"لا إله إلا الله"، إلى جانب توظيفه رموزاً بصرية مثل الهلال وغيرها من الدلالات الإسلامية، مؤكداً أهميتها الرمزية كتراث ثقافي، ومعبراً بذلك عن التزامه بإدماج الهوية العربية والإسلامية في أعماله.