آنية تجميل من الزجاج الفسيفسائي

آنية التجميل الزجاجية الصغيرة هذه مصنوعة من الفسيفساء أو زجاج ميلفيوري (ألف زهرة)، وهي تقنية تعتمد على دمج قضبان مقطعة من الزجاج الملون لتشكيل زجاجة طويلة وأسطوانية رفيعة الشكل. صنعت القاعدة من زجاج صلب بلون الطوب الأحمر يميل تدريجياً باتجاه أعلى القطعة. تظهر بقع قزحية اللون على طول السطح الزجاجي. تم تنفيذ هذه التقنية التي تستغرق وقتاً طويلاً بشكل متقطع على مدى 3500 عام، من العصر البرونزي حتى الوقت الحاضر. تتكون النماذج الأولى من شرائح عمودية أحادية اللون أو رقائق ذات ألوان مختلفة مرتبة بأنماط متكررة. على عكس الغالبية العظمى من الأمثلة الهلنستية والرومانية الباقية فمعظم العينات الإسلامية لها "نمط عين الثور": بقعة دائرية في وسط حلقة مركزية بلون آخر وحلقة خارجية أو أكثر، إما أحادية اللون أو تحتوي على نقاط في مصفوفة من لون آخر. يؤكد اكتشاف أجزاء من أواني الفسيفساء الزجاجية والبلاط في أنقاض جوسق الخاقاني لقصر عباسي بناه الخليفة المعتصم عام 221- 228هـ / 836- 42م في سامراء (العراق)، إنتاج هذا الزجاج خلال القرن الثالث الهجري / القرن التاسع الميلادي. ما زال من غير المعروف ما إذا كان الحرفيون المسلمون قاموا بإعادة إحياء هذا التقليد القديم، ومع ذلك فإنه يشهد على براعة وثروة العباسيين. كان الزبائن الأثرياء يستخدمون القطع الصغيرة مثل هذه الآنية على الأرجح لتخزين المواد الثمينة مثل العطور أو مستحضرات التجميل.