مقلمة

تتميز هذه المقلمة النحاسية المزينة بدقة، بمناظرٍ مرتبطة بما يُعرف باسم "الحلقة الأميرية"، وهي أحداثٌ مرتبطة بالبلاط ذات علاقة بالصيد والموسيقى والمحافظة على الحكم. يوجد على غطاء المقلمة ثلاث حليات دائرية، مكفتة بالذهب والفضة والنحاس، تُصور كل واحدةً منها صورةً مختلفةً للحاكم. لكل حاكم هالة تشير إلى مكانته الإلهية. في الحُلية الوسطى، تظهر صورة الحاكم متربعاً على عرشه، ممسكاً بكوبٍ بينما يحيط به طاووسان - يرمزان للمَلَكِية. أما في الحليتين الجانبيتين فتظهر رسمة الصيد الملكي. نرى في الحلية الأولى، الأمير، وهو يطعن أسداً مهاجماً بسيفه، وفي الأخرى، يحملُ الأميرُ قوساً بينما يجري كلبٌ بجانبه. يلتف حول حافة الغطاء نقشٌ عربي، ونرى تحته – على خلفيةٍ مزينةٍ بكثافةٍ بأشكال النجوم – صفاً من الرصائع الدائرية الصغيرة والمزينة من الداخل بأزواجٍ من الطيور، التي تنظرُ إلى الأمام. تم استخدام هذه المقلمة كحافظة للأقلام والأحبار، ونظراً للدور المهم، الذي لعبته الكتابة في الإسلام، حملت هذه المقلمة معنىً رمزياً في البلاط والحكم. بالإضافة إلى ذلك، فإن البراعة التي صنعت بها هذه المقلمة، تُسَلِطُ الضوء على المهارة المذهلة للحرفي، فضلاً عن أهمية الحاكم الذي صنعت من أجله. تشير الجودة العالية للتكفيت المعدني على هذه القطعة إلى أنها صنعت في ورشة ملكية في سوريا في وقت ما في أواخر القرن السابع الهجري / القرن الثالث عشر الميلادي.