بلاطتان مزججتان باللون الفيروزي

تتميز العمارة الدينية والعلمانية لسلجوق إيران وآسيا الوسطى بالتناغم الجميل بين أعمال الطوب، والتصميمات النابضة بالحياة في أعمال البلاط المزجج ذي الألوان المتعددة، والذي حدد وتيرة التطورات اللاحقة في الزخرفة المعمارية للمنطقة. قد تكون هاتان القطعتان من البلاط المقولب والمطلي باللون الفيروزي اللمَّاع جزءاً من نقشٍ كبيرٍ، يُزين إما الجدران الداخلية أو الخارجية لمبنىً عام من العصر السلجوقي، يقع في إيران أو آسيا الوسطى. على الرغم من تناسق القطعتين عند إقرانهما معاً، إلا أن الأحرف العربية الأربعة (الميم والراء، والسين والألف) لا تشكل أي كلمة ذات معنى. بَيْدَ أن حجمهما الكبير يشير إلى استخدامهما في الزخرفة المعمارية، التي من المفترض أن تكون مرئيةً، ومقروءةً من مسافةٍ معينة. نقوش مماثلة من البلاط المزجج لا زالت موجودة في المدارس والمساجد والأضرحة التي تمجد الله أو تَشيد بالحكام الحاليين. كانت النقوش ذات الاقتباسات الشعرية والأدبية تُستخدم لتزيين مناطق من القصور والمقابر الملكية الأكثر خصوصية أو الأقل وضوحاً. عادةً ما تُظهر زخرفة البلاط مزيجاً من اللون الفيروزي وأزرق الكوبالت والأبيض ودرجات متفاوتة من اللون البنفسجي. تم اعتماد استخدام اللغة العربية بشكل استراتيجي، من قبل رُعاة السلاجقة في إيران، للإشارة بوضوح إلى تمسكهم بالإسلام وإبراز استحقاقهم للحكم، بين أقرانهم، وعلى غالبية السكان المسلمين في المنطقة.