امرأة

شهدت سياقات ما بعد الاستعماراستلهام بعض الفنانين العرب أشكالاً بصرية من الحضارات القديمة التي كانت تقطب في مواطنهم، مستكشفين بذلك هوياتهم البصرية الوطنية الخاصة. في هذا الإطار، يستحضر الفنان اليمني البارز فؤاد الفتيح ملامح من الممالك اليمنية القديمة، مع التركيز على المرأة للتأكيد على دورها المحوري في السرديات التاريخية اليمنية وفي المجتمعات اليمنية المعاصرة.

في هذه اللوحة التجريدية، وخلافاً للزخارف المعقدة التي اتسمت بها بقية أعمال الفتيح، يستخدم الفنان أشكالاً هندسية بسيطة، مع إشارات إلى الزخارف الفولكلورية والرموز الحاضرة في نصوص المسند العربي الجنوبي القديم.
إن عيني المرأة اللوزتين اللتين تحدقان في عزلة وهدوء، والشفتين الممتلئتين الهادئتين هما من الملامح البارزة التي تخلق مظهراً مهيباً يذكّرنا بالتماثيل الحجرية ثنائية الأبعاد الموجودة في الحضارة اليمنية القديمة. يرسم الفتيح جسد المرأة بزخارف بسيطة على ثوبها. ويشير شعرها المجعد الذي ينسدل من حجابها إلى تركيبة الثقافة اليمنية المعاصرة التي هي مزيج متماسك من التراث القديم والتقاليد الإسلامية.